كتاب “أسرة الزنكي بين الرواية والوثيقة” للمؤلف عادل محمد الزنكي، هو بحث يهدف إلى إبراز دور أسرة الزنكي في تاريخ دولة الكويت الحديث. يؤكد المؤلف أن تأريخ أي أسرة كويتية هو محاولة لتوثيق تاريخ المجتمع الكويتي بشكل عام.
يسعى الكتاب إلى إظهار الحقائق التاريخية الموثقة عن أسرة الزنكي، حتى لا يغيب نجمها الذي سطع في سماء الكويت منذ نشأتها. ويركز على قيم الكفاح، العمل، الأخلاق، والمحافظة على الهوية الوطنية.
يناقش الكتاب “طاعون 1831م” الذي ضرب الكويت، وكيف كان نقطة تحول كبرى في تاريخها، حيث قضى على معظم السكان، ونجا منه الجد حسين بن محمد بن أحمد بن رزق، بفضل أسرة آل مناع. هذا الحدث مثل بداية جديدة لأسرة الزنكي في العصر الحديث.
يتناول الكتاب نسب أسرة الزنكي، التي تنحدر من قبيلة الخوالد، ويعود لقب “الزنكي” إلى كونهم أثرياء ووجهاء. ويُبرز الكتاب دور الشيخ أحمد بن محمد بن حسين بن رزق (مواليد 1756م، وتوفي 1809م)، كأحد أبرز رجالات الجزيرة العربية في عصره، وثري من أثرياء الكويت، وتاجر كبير في الخليج.
أقسام الكتاب ودور الأسرة:
الدور الاجتماعي: يتجلى في علاقات المصاهرة المتشعبة مع العديد من الأسر الكويتية الكبيرة مثل العبيدي، بورسلي، التركيت، الفرج، المباركي، والمزيد (المعوشرجي). كما يبرز دور أسرة الزنكي في دعم أسرة آل سعود أثناء إقامتهم في الكويت، وقصة إرضاع هميان بنت عيسى بن حيي (زوجة عبد الرحيم الزنكي) للأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود.
الدور الاقتصادي: يُظهر ثراء الأسرة ومساهمتها في المشاريع الاقتصادية والخدمية. فقد ساهمت الأسرة في شراء آلة تقطير المياه (الكنديسة) عام 1913م ، وتُظهر الوثائق امتلاكهم للعديد من البيوت والدكاكين والحارات، ونشاطهم التجاري الواسع في سوق المناخ القديم (براحة السبعان).
الدور الثقافي: يتضمن مساهمة الأسرة في تأسيس المدرسة المباركية ، وتبرع عبد الرحيم بن حسين الزنكي بدكانه لصالحها. ويُذكر دورهم في حفظ الوثائق العدسانية والمصحف الأثري ، ورعاية حفظة القرآن الكريم.
الدور السياسي: يتجلى في توقيع أبناء الأسرة (إبراهيم، عبد الرحيم، محمد أبناء حسين بن حجي) على وثائق مبايعة الشيخ مبارك الصباح كحاكم للكويت عام 1896م. كما قدمت الأسرة شهداء في معركة الصريف عام 1901م (مثل جاسم محمد بورسلي وحسين بن إبراهيم بن حسين الزنكي). ويُبرز الكتاب صمود الأسرة ودورها خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990م، وتقديمها شهيدًا (جمال عبد الوهاب الزنكي).
يعتمد الكتاب بشكل كبير على الوثائق العدسانية والحكومية والعثمانية لتوثيق تاريخ الأسرة، ويؤكد على أهمية حفظ هذا الإرث للأجيال القادمة.